آخر الأخبار

الثلاثاء، يونيو 14، 2011

لا تشكُ همّك إلا لمن يقدّرك





من الطبيعي أن نقول إنه ما من أحدٍ في هذا الكون يعيش خليًا من الهموم أو نقاط ضعف تؤرق عليه حياته، إذ لا كاملَ إلا الله عزّ وجلّ، إذ إنه وحدَه المتصف بصفات الكمال الأزليّة. سبحانه!







وقد تكون نقاط ضعف الإنسان ثقلاً عليه يقيّده بسلاسل وهميّة ، ومشكلة الإنسان في أنه يتطلع إلى ما ينقصه ويغضّ طرفه تناسيًا أو نسيانًا عن الصفات الجيّدة التي تميّزه عن غيره. وقد يلتمس هذا الإنسان عند إنسانٍ آخرَ يفوقه تجربةً وخبرةً الحلّ لمشكلته التي أبدًا تقضّ مضجعه وتجعله سهير العين على الدوام. ومن هنا تأتي الطّامّة. أقولها بملء فيّ: من هنا تأتي المشكلة، حيث إن الإنسان من خيمه العجلة .ألم يقل الله تعالى:" خُلَقَ الإنسانُ من عجل"؟ وهذا الإنسان إذا تخاصم مع صديق له أو ضعيف استنجد به فإنه يذكّره بنقاط ضعفه و(يعيّره) بها أمام الملأ، إذ ذاك يجرحه جرحًا لا يحيك فيه مرّ الليالي.







لذلك ينبغي لكلّ واحد فينا أن يبني علاقة متينة العرى مع الشخص الذي يمكنه حلّ مشكلته قبل الشروع في عرض المشكلة ذاتها، والأفضل من ذلك والأجود أن يفوّض الإنسان أمره كلَّه لله عز وجلّ إذ إن الله بصير به. فما أقسى أن تعترف لشخص بنقطة ضعفك ثمّ يؤول أمرك إلى بوار، على الأقل، نفسيّ.

إن مساعدة الآخرين أمر فاره القيمة ، وهي تعدّ صدقة ، فإدخالك السرور على قلب المسلم صدقة، ولكن أقول لكل من يجعل أسرار الآخرين سلاحًا يهدد به صاحبه ألم تسمع قوله تعالى:" قولٌ معروف ومغقرة خيرٌ من صدقةٍ يتبعها أذى"؟

فلمَ تساعد أخاك المسلم ثم تذكرّه بجميلك وعطفك عليه ومساعدتك إياه؟ إن الله غني عن مساعدتك.







يقول الشيخ الدكتور محمد العريفي في كتابه "استمتع بحياتك":جرّبت كثيرًا من الناس فوجدتهم كذلك، والمشكلة أنّك تأتيهم على سبيل الاستشارة، فيشيرون عليك ثمّ يفضحون سرّك، فيسقطون من عينك، ويصبحون من أبغض الناس إليك".





وقد قالوا: من عرف سرّك أسرك.







لا تشك همّك إلا لمن يقدّرك ، ولا تُبْدِ نقاط ضعفك لأي أحد، لأنك إن فعلت هذا فإن ضعفك سيعلم بها هازئ لا يزال يسخر منك، أو راحم لا يزال يتوجّع لك، ودمعة الراحم كابتسامة الساخر، وكلاهما يؤلم في النفس ويملؤها غصّة وأسى، وعلّ الله عزّ وجلّ أن يقيّض لك من إن تستأمنه سرّك كان لك ناصحًا أمينًا، وإن تطلب منه العون كان لك معينًا، وإن عضب منك لم يكشف سرّك لأحد من الخلائق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق