آخر الأخبار

الثلاثاء، مايو 31، 2011

فكّروا للحظة





هذي نصيحة لا يكتبها عادة إلا من اكتوى بنارها ألمًا وحسرة. إني أضحك كثيرًا من نفسي حين كنت أرزخ تحت هذا الأمر، أقصد أن أبني أحلامي وتطلعاتي على شيء واحد، بحيث إن فقدته أكون إذ ذاك قد فقدت كلّ شيء، كنت دائمًا أسيّر رحلة حياتي وجه شخص لا أطيق الحياة دونه، فأبني صروحًا في الهواء، وجسورًا على الماء، وأطلب السمك البعيد عني، وحدث في مخيلتي أني إن فقدته بكيت عليه وضاق صدري بعده. ولكني وأحسبني متيقنًا من ذلك عرفت أنّ تلك الآمال الذاهبة والأحلام الضائعة والأماني الزائفة لا قرار لها ولا حقيقة.





عرفت أن الخيرة هو ما يختاره الله عز وجلّ لي، فازداد إيماني به واشتد اتصالي به . دعوته كثيرًا : يا الله.. يا الله.. يا الله. . ردّدت دائمًا: لا حول ولا قوّة إلا بالله.





إني أعرف الكثير من القصص المؤلمة وهي التي أثّرت عليّ بشكل كبير، وكأني أعيش فصولها وكأني أنا العاشق أو المديون أو المطرود أو المحدود أو المظلوم أو المخذول أو المخون . كأني بهم أكابد آلامهم وأرثي حالهم وأتفجع لمصابهم، فلا أكاد أنام الليالي تفكيرًا بهم ؛ لأني مثلهم قد عانيتُ كثيرًا جدًا قبل أن أجدني أعلم علم اليقين أن أكثر الحالات يكون الوهم مسيطرًا على الشخص لا ينفكّ عنه، فيضيع زهرة عمره، فلا هو سعد بتحقيق وهمه ولا هو سرّ بحاضره الذي بدّده، ولا أملاً أفاد، ولا حياة حفظ، كأن ينتظر شخصٌ شخصًا آخر عبثًا، أو يعقد شخص على آخر كل آماله وأحلامه ، أو تراه وااقفًا على الأطلال ينتظر قدوم ليلى التي أرهقتنا كثيرًا، أو تراه يتربص مسمرًا عينيه بباب الدار علّ فلانًا يطرقه.





آه،،، لأجلكم أنتم أنا أعانـــ،،،ـــ،،ــي ،،، لأجلكم أنتم أنا أكابد الآلام وأعالج الهموم والحسرات،،،، لأجلكم أنتم يا من سمحتم لغبار السراب يتخلل إلى قريرتكم فاسودّت الدنيا بعينيكم ورغم هذا تكابرون حتى لا يعلم أحد بشكواااكم!!!... إني أشعر معكم وأتألم لحالكم كثيرًا،،، لأجل ذلك أنا أكتب كلماتي هذه علّها تنسلّ وتندغم في داخلكم،،، فإن كان لي عندكم من مكانة فلتقبلوا نصيحتي التي لم أكتبها وأنا أرتشف من فنجان قهوة على شاطئ النيل أوزّع نظراتي في الأفق البعيد!!!!



لا، لا ، لا ،،، لم أكتبها إلا بتامور قلبي ،،،،،،،



فأرجوكم ثم أرجوكم ثم أرجوكم أن تسمعوا كلامي وتنصتوا لقولي وأن لا تدعوا قطار العمر يفوتكم ويمرّ هكذا بين الأنين وغصّة الذكرى.



اعلموا أن الله يقول في كتابه العزيز :"وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم".... ثقوا تمامًا بالله تعالى...توكلوا عليه... استعينوا به... فوّضوا أمركم إليه...وإذا سألتم فاسألوه.. وإذا استعنتم فاستعينوه...

قولوا : يا رب ... يا رب ... يا رب... ما لنا سواك . أنت تعلم ضعفنا وقلة حيلتنا.. يا رب : نحن لا نحسن التصرف... فتولّ أمرنا يا رب...



يا رب: لا تجعلنا سجناء الأوهام ولا أسراء الأحزان...

ربما تقولون : لو كنت مكاننا وفي مثابتنا لكان لك رأي آخر، ولكني أقول: إذا استعنتم بالله فقد استعنتم بمن بيده ملكوت السماوات والأرض ومن بيده مفاتيح السعادة النفسية. إن الله يعلم ونحن لا نعلم. فعلمه فوق علمنا وقدرته فوق قدرتنا فحريّ بنا أن نُلجئ أمرنا إليه.



أقول : قد تتحقق الأحلام البعيدة المنال وقد يغدو الحلم واقعًا، وقد ينجو غريقكم ويشفى مريضكم و يثوب غائبكم، وينجح طالبكم ويَرِدُ حوّامكم... فإن حصل هذا الامر فأيققنوا تمامًا بأن الله تعالى يعلم أن في ذلك الخير لكم،، ولكن لا تقلقوا بل رددوا: لا حول ولا قوة إلا بالله، ففيها ستون مسألة أدناها الفرج.



أتمنى أن تقرأوا هذه الهمسات مرات عديدة وكرات مديدة، وحاولوا أن تتقبلوها ففيها بإذن الله تعالى الفرج والتيسير وانشراح الصدر.



اعلموا أنه حينما يأتيكم من ينتشلكم من حضيض الآلام التي تعيشون تحتها فإنه مقيّض بأمر الله تعالى، جاء به ليبعث موات قلوبكم ولينشر السعادة في ذاتكم ... وأسألكم بالله العظيم أن تتفاءلوا بالخير لإنكم إن تفاءلتم بالخير فسوف تجدوه حاضرًا نصب أعينكم.... فليس على الله بعزيز أن يصبح جِدًا ما لهوتم به، وحقيقة ما حسبتموه خيالاً.
والله الموفق إلى كل خير

هناك تعليق واحد:

  1. كلماتك من القلب الى القلب اخي العزيز

    لأن كل ما ينبع من القلب يؤثر سريعاً في قلوب الآخرين...
    دام القك وابداعك ودمت بكل خير

    ردحذف