آخر الأخبار

الأربعاء، أبريل 27، 2011

فوضى الذاكرة






أحياناً  يحدث أن تخرج من تجربة مؤلمة أو جميلة ..

ويحدث أن يمرّ عليها وقت كبير دون أن تتذكر أحداثها وتفصيلاتها..

ويحدث أيضًا أن تمر عليك الأيام والشهور وأنت في شغل عنها إما لانشغالك بدراستك، أو عملك، أو أي شيء آخر..



ولكن،،،


ما إن تختلي  بنفسك بعيدًا عن  زحمة الناس واختلاطك بالآخرين  طالبًا الهدوء ولكي تنعم بلحظات جميلة تعيد لحياتك توازنها...


ما إن تختلي حتى  تعاودك تلك الذكريات وتستفزّك الذاكرة وإذا أنت قد راجعت فصول التجربة وإذا أنت تحزن وإذا أنت تكمد وتتضايق...


وقد تكون سعيدًا في يومٍ ما كأشد ما تكون السعادة وإذا الذاكرة تطل عليك من الباب طاردةً معها سعادتك من النافذة..


وقد تتساءل:  أليوم جئتِني يا ذكرياتُ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ألأنني اليوم سعيدٌ؟؟؟

ألأن  مزاجي اليوم  معتدل؟؟
أما رحلتِ ورحل معك كلّ شيء؟؟؟



إنها فوضى الذاكرة حين تحنّ إليك وتحجز قلبك وفكرك برهة من الزمن دون أن تنبهك لذلك...

دعها تحنّ إليك...

دعها تقيم عندك بعضًا من الوقت..

فقد  كانت في يوم من الأيام كل حياتك وآمالك وطموحاتك..

لقد كانت أوهامًا جميلة.. ومنىً عظيمة..وآمالاً جسامًا..

فدعها  رضي الله عنك

دعها

دعها تعرف السبيل إليك

فأنت من عوّدتها على ذلك



   دعها   ترحلْ

الثلاثاء، أبريل 26، 2011

مختارات شعرية جميلة





الأدب عامة والشعر خاصّة سبيلان متفوقان لتهذيب النفوس وتشجيعها على التحلي بمكارم الأخلاق، وكذلك هما طريقان مشرعان أمام الذات لتعبّر عمّا يحتلج فيها من مشاعر وأحاسيس وترجتمها شعرًا أو نثرًا.




والشعر منذ أقدم العصور وحتى وقتنا الراهن يبعث في المتلقي نشوة عارمة وطربًا جميلاً،،، ولذلك لا نعجب من أنّ بيتًا واحدًا قيل في العصر الجاهلي تزوّج على إثره خمس فتيات دفقة واحدة.




وكذلك فإن بيتًا واحدًا كان كفيلاً بأن يطأطئ كل فرد من أفراد قبيلة نمير رأسه فترة وجيزةً من الزمن.




ولذلك اخترت لكم هاته الأبيات الجميلة عساكم تتمثلون بها في مختلف الظروف والأطوار:









لياليَّ بعد الظاعنينَ شُكُولُ * طِوالٌ وَلَيلُ العاشِقينَ طَويلُ
يُبِنَّ لِيَ البَدرَ الَّذي لا أُريدُهُ * وَيُخفينَ بَدرًا ما إِلَيهِ سَبيلُ
وَما عِشتُ مِن بَعدِ الأَحِبَّةِ سَلوَةً * وَلَكِنَّني لِلنائِباتِ حَمولُ
وَإِنَّ رَحيلاً واحِدًا حالَ بَينَنا * وَفي المَوتِ مِن بَعدِ الرَحيلِ رَحيلُ
إِذا كانَ شَمُّ الروحِ أَدنى إِلَيكُمُ * فَلا بَرِحَتني رَوضَةٌ وَقَبولُ
وَما شَرَقي بِالماءِ إِلّا تَذَكُّرًا * لِماءٍ  بِهِ  أَهلُ الحَبيبِ نُزولُ

*************

لا  تحسبوا  نأيكم  عنّا يغيّرنا  ***  أن طالما  غيّر  النأي  المحبّينا
والله  ما طلبت  أهواؤنا  بدلاً  ***  منكم  ولا  انصرفت  عنكم  أمانينا

********************* 


قال  السماءُ  كئيبةٌ  وتجهّما  *** قلتُ ابتسم يكفي التجهم  في  السما
قال  الصبا ولّى  قلت ابتسم *** لن  يرجع  الأسف  الصبا المتصرّما


*********************

مرّت  سنون  بالسعادة  والهنا  ***  فكأنها  من  قصرها  أيّامُ
ثمّ  انثنت  أيّام  هجر  بعدها  ***  فكأنها  من طولها  أعوامُ
ثم  انقضت  تلك  السنون  وأهلها  ***  فكأنها  وكأنهم  أحلامُ

***********************

ممّا  أضرّ  بأهل  العشق أنهمُ *** هووا وما  عرفوا  الدنيا وما  فطنوا
تفنى  عيونهمُ  دمعًا  وأنفسهم *** في  إثر  كل  قبيح  وجهُهُ  حسنُ

***********************

وليلٍ  كموْج  البحر  أرخى  سدولهُ *** عليّ  بأنواع  الهموم  ليبتلي
فقلتُ  له  لمّا  تمطّى  بصلبهِ *** وأردف  أعجازًا  وناء  بكلكلِ
ألا  أيها  الليل الطويل ألا انثنِ *** بصبح  وما  الإصباح  عنك بأمثلِ
فيا  لك  من  ليلٍ  كأنّ نجومه *** بأمراس كتّانٍ  إلى  صمّ  جندلِ

**********************

الدهر  معتذرُ  والسيف  منتظرٌ *** وأرضهم  لك مرتابٌ  ومرتبعُ
فقد  يُظَنّ  شجاعًا  من  به  خرقٌ *** وقد  يُظَنّ  جبانًا  من  به  زمعُ
إنّ  السلاح  جميع  الناس  تحملهُ *** وليس كلَّ ذوات المخلبِ  السبعُ

************************

ومن  العجائبِ  والعجائبُ  جمّةٌ *** قربُ الحبيبِ وما إليه وصولُ
كالعيس في البيداء يقتلها الظما *** والماء  فوقَ  ظهورها محمولُ
**********************

أشارت  بطرف  العين  خيفة  أهلها *** إشارةَ  محزونٍ  ولم  تتكلّمِ
فأيقنتُ  أنّ  الطرف قد  قال  مرحبًا *** وأهلاً  وسهلاً  بالحبيب المتيّمِ

*********************

وكنتُ إذا ما جئتُ  جئت  بعلّةٍ *** فأفنيتُ علّاتي  فكيف  أقولُ
وما  كلّ  يومٍ  لي بأرضكِ حاجةٌ  *** وما  كلّ  يومٍ  لي  إليك رسولُ
صحائفُ  عندي  للعتاب  طويْتُها *** ستُنْشَرُ  يومًا  والعتاب  يطولُ

الاثنين، أبريل 25، 2011

إلى من سئم تكاليف الحياة




إلى من استبدّت بمعاقد روحه الآلام، ومزّقت جِرْمَه النحيل الطعنات، ووسمته بميسم الذلّ الأحداث، وعقرته السنون الخادعة، وقعد طريح الفكر والوصب، وجاس خلال ديار الوهم، واتخذ السعادة ظهرياً، وجعل الحياة الماتعة دَبْرَ أذنيه، ويمّم تلقاء ديار الشقاء والنكد.


أَزِفَ الوقتُ لكلماتي أن تخرج من مكمن جوفي حارّة علّها تصيب كسر قلبه فتجبره، وعساها تعيد إلى وجهه بهجته ورواءه، وإلى قلبه عساها تتسلل مجمّعة فتاته، وتكون له بلسمًا وترياقًا.



أعلم أنّ هذه الكلمات غير مرتّبة كثيرًا وغير مرصوفة أو متقنة لأنها خرجت سريعة جدًا قبل أن أنظمها، وأعلم أنها مؤلمة ولكن لا مناص للخروج من دوّامة الفكر إلا بالأخذ بها وتقبلها على علاتها.



لا تقف كثيرًا على أطلال الماضي، كفاك غرقًا في ذكرياتك.

أعلم أن الحزن عميق، والجرح غائر،والقوة منهارة، والجسيم عليل منهك، والألم ثاوٍ في زوايا القلب، والسعادة مختفية، والقلب خفت ضوؤه، والأحلام الجميلة استحالت كابوسًا مفزعًا.

كفاك إشفاقًا على ذاتك وضحك على نفسك، كفاك تجيير الأحزان صوبك، واستقطاب صنوف الألم استقطابًا تلقاءك.


لا تنظر إلى الماضي، أنا أحذّرك. أقول: إياك أن تلتفت إلى الوراء، لإنك ستنزلق مرّة أخرى فوق انزلاقتك وانكسارك.


ستراه صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا هواء، لا شجر ولا حدائق غنّاء.




أراك تُغْرِبُ في إضعاف نفسك ووضعها موضع المغلوب على أمره، وتتمادى في ذلك ، فلك الله من إنسان وقَفَ حياته للأحزان، وقتيل هموم في عداد الأحياء،ودفين أسى في أهل الدنيا.



انتبه !!! فالمسار إلى الحياة ما يزال مشرعًا ينتظرك بشغف وشوق ، فلا تضيّع تلك الفرصة من يديك ، عضّ عليها بالنواجذ كي لا تأسى وتحزن وتندم حينما تداهمك – بعد عمر طويل- ساعة الموت ، إذ ذاك تتمنى أن لو عشتَ حياةً بحضور من يحبك ويهتم بك .


قد تقول : لا يؤلم الجرح إلا من به ألم .




معك الحقّ في ذلك ، لكنني أقول لك وبكلّ صراحة :قد جرّبت قبلك كما الكثيرين من حولك وعاينتُ ما ألمّ بك ، ولم ينفعني الماضي الجميل ولا الدندنة حوله ، ولا الوقوف على الأطلال أستذكر الأيام الخوالي والليالي المنقضية .




"أعلم أن الحياة قد تكون مظلمة في عينيك ، والدنيا موحشة مقفرة ، لا تسمع فيها حسًا ولا حركة، والليل متواصل لا ينقطع، وأعلم أنه يخيّل إليك أنك تعيش في بيداء نائية منقطعة عن العالم وما فيه، لا يمرّ بها طير، ولا يجري فيها نهر، ولا يطأ تربتها إنسان، ولا يجول في أكنافها حيوان، وأعلم أنك تهيم فيها وحدَك ليلك ونهارك، تطلب الخلاص منها فلا تعرف السبيل إليه ، وتحمل نفسك على البقاء فيها فيقتلك الضجر والضيق".



وقد تقول : متى يحين حيني ويزِف وقتي وتأتي ساعتي فأرتاحَ من همومي وآلامي؟؟




أقول لك: شاهد الجمال من حولك ترَ الوجود جميلاً ، ترَ الجوّ رائقًا، والسماء مصحية ، وقرص الشمس تلتهب التهابًا، والأرض تهتزّ فتنبت نباتًا حسنًا ، والهواء يترقرق فينبعث إلى الأجسام فيترك أثرًا هادئًا لذيذًا.


دع الأمور تمشي على علاتها وتسير على عواهنها :


دع المقادير تجري في أعنتها
ولا تبيتن إلا خالي البال



ما بين طرفة عين وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حال



آمُل أن أسمع عنك في القريب العاجل أخبارًا سارّة ، وتكون أسباب السعادة كلها حاضرة لك لا سيما النفسيةُ.

الأحد، أبريل 24، 2011

[~حينما تغدو المصائبُ صديقًا~]



ما مِنْ أحدٍ في هاته البسيطة بَدءًا منْ لدُنْ آدمَ عليه السلامُ حتّى نصِل إلى آخرِ سِرْبٍ تزهَقُ فيها، إلاّ وتنغّصُه همومُه، أو تأسرُه مصائبُه، أو يثبّطُه خورُ قوّتِه، وقلّةُ حيلتِه، أو تقيّدُه أوهامُه، لِيصيرَ الواقعُ صَعْبًا، ويصبحَ المستقبلُ مخيفًا مفزِعًا.
هذِهِ هي الحالةُ الطبيعيّةُ التّي اعتادت عليها طائفةٌ كبيرةٌ من النّاسِ، وخاصّة من ذاقَ مُرَّ الأسَى بوفاةِ عزيزٍ، أو فقدانِ حبيبٍ، أو نزولِ نازلةٍ، أو خسارةِ مالٍ، أو خيانةِ صديقٍ، أو مداهمةِ مرضٍ مفاجئٍ؛ فنجدُ تفكيرَهم ينْصَبُّ حَوْلَ هاتيك البقائع، مُتَردّدين بينَ تُرَّهاتِ اليأسِ ودهاليز التّلفِ المحيطِ بهم.
ومَنْ كانَ هذا وضْعه فينبغي له أن يُسَلِّمَ أمرَه كلَّه للهِ عزَّ وجَلّ، وأن يحتسبَ همومَه وآلامَه في ميزانِ حسناتِه يومَ القيامةِ. هذه أوّلُ رَتوةٍ نتّفق عليها،أنا وأنت، الرّضا بقضاءِ اللهِ وقدَرِه، فينبغي للمسلم أنْ يحمَدَ اللهَ تعالَى سَواءٌ أنهلَّ عليه خيرٌ أم حاقت به مصيبة. وقد ذَكَرَ الرسولُ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ بعضًا من صفاتِ المؤمنِ الثّاوي على الإيمانِ عندما قال: "عجبًا لأمرِ المؤمن. إنّ أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ. إنْ أصابتْه سَرّاءُ شَكَرَ. فكان خيرًا له. وإن أصابته ضَرّاءُ صَبَرَ. فكان خيرًا له". إذ إنّ الشكرَ يُديمُ استمرار النِّعَمِ التي يُسبِغُها اللهُ جَلّ في عُلاه على عبدِه. وإنّ الحَمْدَ في مواطنِ الرزايا والآلامِ وقولَ: إنّا لله وإنا إليه راجعون لَيخفّفُ مِنْ حدّةِ المصيبةِ ووقْعِ الطامّة حين تتغشاه، لِيربطَ الله تعالى على قلبِه ويصبّرَه في مصابِه، ويهديَه إلى سبيل الرشاد.
إنّ الحياةَ تَمْضي نحوَ الأمامِ، وكذلك العمر فإنه ينقضي ووجهُه تلقاءَ القادم، والقافلةُ كدأبِها تسيرُ باستقامة، وأمّا الماضي فقد زالَ واندثرَ، ودَرسَت آثارُه، والمستقبلُ لا نعلمُ شيئًا عنه، والحاضرُ هو الذي بقي لنا مِلكًا وحياةً، ولكنّ الغريبَ في الأمر أن نَدَعَ حبّاتِ الحياةِ تسّاقطُ من بين أيدينا ونلتفتَ صَوْبَ ماضينا أو نيمّم ناحيةَ المستقبلِ الذي لم يَجِئْ بَعْدُ، ونَظَلّ سادرين في غَمْرَةِ يأسِنا وقلقِنا، فنترك القافلة تسير وتتعدّانا بمنازل، ونرضى بأن نقبَعَ في أماكننا ومطارحنا متقوقعين حولَ ذواتنا، ونبقى نندبُ حظَّنا العاثرَ الذي شكّلناه بأفكارنا فأصبح جزْءًا منّا ولا ينفكّ عنّا.
يجب أن نُقاومَ التعبَ والنصبَ وأن ننتصرَ على ضعفنا وتخاذلنا وأن نمسكَ بتلابيبِ الحياة وفرصِ النجاح، وأن نستشرفَ مستقبلاً يضيء حياتنا.
ومن يعلمُ؟! ففي كلّ مِحْنَةٍ مِنْحَةٌ، فلرُبمّا إن ضاق الأمر انفرج واتّسع، كما الحبلِ إن شُدّ انقطع، والأضداد أندادٌ، فَتَعَلَّمْ أنَه إنْ ألفيْتَ الأمرَ تشتدّ حلكتُه ويطول ليلاؤه، فإنّ تلك اللحظة ستكون معها الفرج والمنحة من الله العليّ القدير.

وأمرٌ آخرُ علينا التصديق به وهو أنّ اللهَ تعالى ما ابتلى عبدًا من عبادِه إلا لأنه يحبّه، فتأتي الآلام ممحّصة للذنوب المتكدّسة على صفحات قلبه، وتكون له مقوّية من عزيمته لِيغدوَ بعدَ ذلك أمتنَ من ذي قبل، وَلْنتذكرْ قول الرسول الكريم: "ما يصيب المسلم، من نصبٍ ولا وصبٍ، ولا همٍّ ولا حزنٍ ولا أذى ولا غمّ، حتّى الشوكة يشاكها، إلا كفّرَ الله بها من خطاياه".
ولِولَعي بالأدبِ عامّةً والشعرِ سامّةً، فإنّي أجدني لا أجنحُ لإنشاد القصائد إلا ما كانت صادقةَ الشعور، سامكةَ الإحساس، سامقةَ اللوعة والحسرةِ، والتي عاش صاحبُها فِعلاً وعانى وعاين مصيبةً حاقت به أو صاخّة نزلت به فراح يترجِمُ ذلك شعرًا يطول الكلام عليه. وحين أستعرض نماذجَ من الشعر أتذكّر دون عناء الكثيرَ من القصائد الفارهةِ العذوبة من مثل قصيدةِ "وصفُ الحُمّى" للمتنبي، ، وقصيدةِ أبي ذؤيبٍ الهذليّ في رثاء أبنائه، وطائفة كبيرة من شعر المعرّي في معرض فلسفته عن الوجود وأدبه الساخر منه، وأبيات مالك بن الريب في رثاءِ نفسه. كلّ هاتيك القصائدِ لم ينظمْها أصحابُها وهم في رغدِ من العيش وتقلّب بين النعم، نَعَمْ، لم يكتبوها و هم متكئون على النمارقِ الليّنة أمامَهم المناظر الخلاّبة التي تبعث على انشراح الصدر وسرور النفس. بل كتبوها بمآقيهم ودموعهم المخضلّة وزفراتهم المحرقة المستعرة، وبقرائحِهم المتّقدةِ، فخلّدَ التاريخ ذكرَها، وحفظ صيتَها، وتبنّى بقاءها وتعهّدها بالصيانة والحماية.
أجل، تذكّرْ أنَّ المصيبةَ هي مَحْفَزَةٌ لك في التغلّب عليها والتّصدّي لها والوقوف بوجهها وتجاوز عقباتِها، والمجاهدةِ على ذلك، والمثابرةِ على رؤية الوجهِ الآخرِ منها، الوجهِ الإيجابيّ الذي يَكْمُنُ في أنّ اللهّ تعالى لمْ يرِدْ لك حينما ابتلاك إلا الخيرَ، و رُبَّ ضارّةٍ نافعةٌ "وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعلَ الله فيه خيرًا كثيرًا".
في ختام قولي أودّ أن أذكرك-عَصَمَنَا اللهُ وإيّاكَ مِنَ الحَيْرَة- بألا تركنَ إلى وهنِك وألا ترضى بخورِ قوّتِك وعزيمتِك، بل عليك أن تجاهدَ وتناضلَ حتّى تحيا حياةً طيبة "والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلَنا" و "من يتوكّلْ على الله فهو حسْبُه".

الثلاثاء، أبريل 19، 2011

هل من صديق؟؟




هل من صديق؟
ربَّما تكون هاته الخاطرة منطلقةً على غير هدًى، ولكنَّها خرجتْ إثر سؤالٍ ملحٍّ يطلبُ إجابةً شافية عن إمكانية إيجاد صديقٍ وفيٍّ ومخلص.

هل من صديق؟
نسمع كثيرًا من النَّاس يقولون: إنَّ فلانًا قد حصل على براءة اختراع؛ لأنَّه دأب على تحقيق شيءٍ ما، أو اكتشفَ أمرًا ما، أو حلل قضيةً ما، أمَّا أنا فقد حصلتُ على براءةِ الفشل أو فشلِ البراءة؛ لأنِّي لم أستطع أنْ أفهمَ تلك النفسيات الغريبة التي يغصُّ بها المجتمعُ، أو إن شئت: الحياة كلُّها، لكني عزمتُ على أنْ أطوِّر من خريطتي وأجعلها تبسطُ نفوذَها على عقولِ الآخرين وأحلامهم؛ لكيلا أنصدمَ إذا ما وجدتُني واقفًا إزاء معضلةٍ في فهم الطَّريقة التي يفكِّر بها الآخرون، وقد قرَّرتُ أن أضع بعض الخطوط العريضة؛ لكي نميزَ ما بين الشيء الذي يسعدُك من الشيء الذي لا يسعدك في خضمِّ هاته الحياة الخائنة، الصَّديق الحقيقي هو المعينُ لك في الحياة، وهو المخفِّفُ عنك آلامًا كثيرة جراء انصدامك بالواقع الصَّعب.

وهل يوجد صديقٌ حقيقي؟

فكرتُ كثيرًا في هذا الأمر، فرأيتُني لم أقفْ على جوابٍ شافٍ قاطعٍ ينهي هاته المسألة العويصة، وما تعريف الصَّديق؟ أيضًا هاته المسألة مختَلفٌ فيها، وتبقى الإجابةُ عنها أمرًا نسبيًّا؛ فما يرضاه صديقٌ من صديقِه، قد لا يرضاه صديقٌ آخرُ من صديقِه، وما إذًا؟ لا أدري لِمَ أجدني أتخبطُ في هذا الأمر دون أن أثوبَ إلى رشدي، وأعترف أنَّ هناك أصدقاءَ بل وأصدقاء وفيين يفدونك بأرواحِهم ونفوسِهم وأموالِهم، وهل هذا الصَّديق أسطوريٌّ؟ وما هي الأسطورة؟ هل هي حكاياتٌ خيالية؟ خرافية؟ حكايات لا وجود لها في عالم اليقظة؟ وهل لك إنْ أردتَ أنْ تظفرَ بصديقٍ ينبغي لك أن تنام وتُغرِب في النَّوم حتى يأتيَك ذاك الصَّديق في قالب "علاء الدين"؛ لكيما يلبي لك جميع طلباتِك؟ وهل تصبو إلى أن تجعلَ من ذاك الصَّديق مطيةً تصل بها إلى مبتغاك ثمَّ لا تلتفت إليها بعدَ ذلك؟

مَن الصَّديق؟

سؤال لطالما أرهقني وأمرضَني وذهب بي مذاهبَ عدة؛ فكريةً تارةً، وعاطفيةً تارة، وتوقفية تارة أخرى، ثمَّ لا أجدُ ذاك الجوابَ المسكت عن ذاك السُّؤال الملحِّ.

وهل تحتاج إلى صديق؟

لا أدري في الحقيقة، ولكن كل المسألة أنَّ الإنسان يحتاج إلى صديقٍ، وإذًا لِمَ كل هذه التساؤلات التي تدورُ حولَ ذاك الكائن الخرافي؟ وماذا يفعل لك الصَّديق؟ هل هو مجردُ إكسسوارٍ لك؟ أم منفعة كبيرة؟ أم فتح عظيم؟ هل هو على استعدادٍ للسَّيْر معك في أي طريقٍ حتَّى ولو واجهتْك أوحالٌ طينية مغرِقة في الصُّعوبة؟ وهل يسمع لك الصَّديق؟ أم تراه يسمعُ منك، أو يستمع إليك، أو يخرج عليك؟ أو يسخر منك؟ أو يستبدُّ بك؟ أو يؤثر فيك؟ أو تتأثر به؟ هل الصَّديقُ كنزٌ أم سيفٌ من خشبٍ؟ إذًا لا حاجةَ بنا إلى صديقٍ؛ لأننا لم نحسن بعد تعريفَ الصَّديق والوقوف على مواصفاتِه الموافقة لمقاييسنا، أعترف أننا نريد أصدقاءَ من جنس الملائكةِ لا يخطئون ولا يُمرضوننا، ولا يرفعون ضغطَنا ولا يخذلوننا، نعم إنَّ الصَّديق الحقيقي عملة نادرة، فإنْ ظفرتَ بها فنعمتْ هي، وإنْ لم تظفرْ بها فدعِ المحال ولا تنفقْ عمرَك في سبيل صديقٍ لن تجدَه، أو ربَّما ستجده ولكن بعدما يفوت الأوان.

وهل سيدخلُك صديقُك الجنةَ أو يدخل عنك النار؟ ألا تتذكر قولَه تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف : 67]

وما العملُ إذًا؟

جميلٌ أن تسألَ هذا السؤال؛ لأنه يدلُّ بطريقة خفية أو لا شعورية على استسلامِك، أو إنْ شئتَ يأسك، أو إن شئت اقتناعك، أو إن شئت إيمانك بأنَّك لن تجدَ ذاك الصَّديق المنتظَر، إذًا اتخذْ لنفسِك أصدقاءَ "طينيين" فيهم صفةُ النَّقص والاحتياج، ولن تجدَ غيرَهم.

وما نصائحُك؟

ينبغي لك أنْ تعلمَ أنَّ كلَّنا يصيبُ ويخطئُ، ينجحُ ويفشل، يرضى ويغضبُ، يوفَّق ويفشل، فإنْ كانت هاته هي الدَّالة التي تدل على بشريتِنا، فمن باب أولى أن نعترفَ أنَّنا لسنا كاملين، فإنْ آمنَّا بهاته الفكرةِ، هان علينا كلُّ شيء؛ إذ سننظر للحياة نظرةً مختلفة تمامًا عن تلك النظرة التي كنا ننظرُها من قبل، سنوسِّع دائرةَ إدراكِنا، سنفهم لماذا قام الآخرون بهذه التصرُّفات؟ لماذا غضب زيدٌ؟ ولماذا فرح محمدٌ؟ ولماذا بكتْ هندٌ؟ ولماذا اغتبطت سلمى؟ عندها سنكون قد وسَّعْنا من خرائطِنا، فلا نسمحُ لأيِّ أحد كائنًا مَنْ كان أن ينالَ من سعادتنا الداخلية؛ لأننا فهمنا السِّرَّ، واستوعبنا الدرْسَ؛ درسَ أنَّ النَّاس كلَّهم مجبولون على النقص والاحتياج.

سنفهمُ إذًا لماذا يغدرُ صديقٌ بصديقه، ولماذا يجرح صديقٌ صديقَه، ولماذا يعتب صديق على صديقِه، ولماذا ينتقم صديقٌ من صديقِه؛ لذلك لا تُمَنِّ نفسَك بصديقٍ صادقٍ، بل تمثَّل بقول بشار بن برد:

إِذَا أَنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى الْقَذَى
ظَمِئْتَ وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهْ

وكذلك قول الشاعر:

فَمَا أَكْثَرَ الْإِخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ
وَلَكِنَّهُمْ فِي النَّائِبَاتِ قَلِيلُ

إذْ لا أحد متفرغًا لكي ينفقَ وقتَه في تلبية طلباتِك، ارض من الدنيا ديدنها ودأبها، ولا تفلسِفْ واقعيةَ حياتِك، بل إنْ شئتَ كن متفلسفًا في أفكارك وحسبُ.

السبت، أبريل 16، 2011

فوضى الأصدقاء


كثيرًا ما أقرأ مشاركات لأناس يشكون فيها من الأصدقاء وأنهم ليسوا أوفياء أو أنهم أنانيون.


وتساءلت إذ ذاك: وهل الصديق إلا امتداد لقانون النقص في هاته 

الحياة!؟

لن تجد صديقًا كاملاً أسطوريًا لا يجلب لك المتاعب.

إنها فوضى الصداقة يا أحبابي...

أنت حينما تتعامل مع صديقك فإنك تورط نفسك بقانون الصداقة
هذا القانون شئت أم أبيت نافذ في الحياة،،، وسواءٌ أتنبهت لهذا الأمر أم لم تتنبه...

لذلك

توقع من صديقك كل شيء

توقع

وفاء

وإخلاصًا

منافحة عنك ومدافعة

وتوقع

غدرًا

وخيانةً

وألماً 


وهجرًا

وصدًا


يكفي أنك تعيش في هاته الدنيا لتفهم القانون جيدًا.




الجمعة، أبريل 15، 2011

فوضى الذات


 بعيدًا عن صخب الحياة،، وبعيدًا عن ضوضاء المدينة، وحتى بعيدًا عن هدوء الريف القاتل، أو إن شئت الهدوء الرهيب،،،


انظر إلى ذاتك،


هل هي فوضوية؟


هل أثاث ذاتك غير مرتّب؟


هل تحس بضوضاء داخلي يفجر أعماقك؟


أنت إنسان مبدع حقًا أو مجنون حقًا إن لم تستثمر ضوضاء الذات بحثًا عن هدوء مريح؟






يريحك من ضنْك الأسئلة التي يمطرها عقلك كمطر غزير فوق غابة استوائية..






تحدثنا كثيرٌ من القصص البارزة من عناوينها عن أناس كثر نذروا أنفسهم لتهدئة الآخرين وترتيب حياتهم،، وإضفاء البسمة الهادئة على محياهم،،، ومع ذلك هم لا يستطيعون في أغلب الظروف والأحوال بأن يلموا شعث ذواتهم وينظموا غرف قلوبهم ليسعدوا أو ليتصالحوا مع أنفسهم.






إنّ هاته النوعية من الناس ربما أحزن عليهم أو أسخر بهم.
 
مشاعر متناقضة ربما تجتاحني كطوفان حينما أستحضر صورة ذاك الإنسان الذي تمكّن من تسيير أمور بعض الناس ولكنهم لم يتمكن من حلّ عقدته الكبرى.



إنها فوضى الذات







الخميس، أبريل 14، 2011

آن الأوان

 

 

آن الأوان لننعم برقصة النجاح

هذا الموضوع أكتبه ابتداءً لنفسي التي طالما دارت في دهاليز الروتين القاتل وتلافيف الجمود الكئيب ... لعلني أغيرها انطلاقًا من قوله تعالى :" إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

وأكتبه لكم أيضا يا من تتوقون لتغيير إيجابي تتفتح به زهرة حياتكم وتستغلون بها أعلى طاقاتكم :
أكتبه لكم من لا وعيٍ قديم :

هل تريد أن تتغير ؟

هل تريد أن تقتل الفشل ؟

إذن: اســـــــــــــتيقظْ

عليك بالاستمرار


مهما كانت المسافات بعيدة


إن كنت تؤمن بحريتك

إن كنت تؤمن بذاتك

فاعلم

أنك ستجعل الحلم حقيقة ...



نعيب زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيب سوانا ...


يمضي الزمان

وتنطوي الأيام

هذا يوم جديد

وعلى عملك شهيد

فأين السعي والتجديد؟



ماذا عن أحلامك ؟

ماذا عن إنجازاتك ؟



فهل هذا ما تريد ؟

إلى متى السكون ؟

إلى متى الضعف ؟

إلى متى خلق الاعذار ؟

إلى متى الضياع ؟



هل تريد أن تكون ؟

ولكن ...

يمنعك

المكان

الزمان

الفشل المتكرر



إذن عليك بـــــ :

الأمل

لا تلق باللوم على ما حولك ...

لا تستسلم للفشل

آمن بذاتك

آمن بقدراتك

اخرج من أعمق أعماقك

قرر التغيير

ابدأ بنفسك أولا

أنت تستطيع

يمكنك فعل ذلك




لكن عليك بـ


الدوافع والطموح

العمل والتوكل

الاستمرارية



آن الآوان

لقهر الفشل

لتحمل المسؤلية

لعمارة الأرض

للتغيير الجذري

ليغدو الحلم حقيقة



وإذا فشلت

فلا تنس أنه
إذا جربت الظلام

فستقدر النور بشكل أفضل