آخر الأخبار

الثلاثاء، مارس 20، 2012

آمـــال مكلومــــة


من العسير تقبل فكرة أن تشتري أناسًا ثمّ تشتري شيئًا ثمينًا لتتواصل به معهم ثم بالمقابل يبيعونك أنت...!
هذه الفكرة بقيتُ أتردد حولها، أقدّم رجلاً وأؤخر أخرى، ولا أريد أن يستقرّ مثواي إلى هذا الحُكْم، فلربما يكون جائرًا، ولكن ليس أقل جورًا ممّن ينساك..!
تواطأنا على المحبة والوداد العذب بالإضافة إلى الأخوة التي زرعناها وتعهدناها بالتربية والنمو.. والطريق سالك لهذا التواطؤ... لكنني تُركْتُ وحيدًا على قارعتِه أتأمل غروب نفسي في ساعات فجره...!
أليس من الحَيْف أن يكون الأخَوَان يسيران في طريق واحدٍ، ثم يبتعد أحدهما ويخلّف الآخرَ وحيدًا مهمومًا يعاني...؟؟!!
أكان موتي قد حَدَثَ؟؟!! أم أنني لا أستحقّ؟!
سؤالان دارا في خلدي كثيرًا ولم أهتدِ إلى إجابة شافية تبلّ ذا الغلّة الصادي...
-       لن أتخلى عنك، ولن يفرقنا غيرُ الموت...!
أظن أن موتي قد وقع وعلى إثرِه خلّفْتُك وحيدًا تُصارع الآلام والأوجاع من بعدي...!!!
أو أنّي أفيء إلى الإجابة الأكثر دموية، والأكثر سفكًا...!
لست من النوع الذي يستحقّ أن يضحّي أجْلَه أحدٌ من الناس...! أن يتحدّى الظروف وأن يناوئ التحديات لجلال عينيه السوداويّين...! بله أن يذرفَ دمْعَةً واحدةً أو يتذكّره تذكرًا عارضًا...!
سمعت قصصًا كثيرةً وما عجبتُ لها بقدْر ما عجبت لقصتي...!
قصّتي بدأت ولا سبيل –عندي- إلى إنهائها؛ إذ قد أخذت عهدًا ألا أبتعد عنك مهما يحصل من الأمور والحوادث... اللهم إلاّ من الموت الذي لا مردّ له...!
وأنت كذلك قصتك بدأت ولا سبيل عندك –في ظني- إلى طوي صفحاتها؛ إذ قد قطعت عليّ عهدًا ألاّ تبتعد عني مهما يكن من الظروف والأحوال... اللهم قدْرَ الاستطاعة...!
وحدث أن مزّقتَ قصتنا ورميتها في وجهي، وابتعدْتَ غيْر ناظرٍ إليّ...!
أكان هذا عدْلاً....؟! أم أني لا أستأهل تتمّة قصّة...!؟
أم أجدني في جُثام مرعب لا أستطيع التنصّل منه...؟!
تمنيْتُ والأماني كثيرة أن تبقى أرسان المودة قائمة بيننا لا يعتورها ارتخاء، فكيف بي وقد رأيتها قُطِعَتْ...!
تمنيتُ والأماني كثيرة أن نبقى كما نحن، لا يغيرنا شيء ولا ظرف ولا حال. أن نبقى معًا مدى الحياة، حتّى يهدّنا الموت الذي يهدّ كلّ شيْءٍ...!
أملتُ والآمال عريضة أن نسكُن في بيت واحد، ونستظلّ تحت سقف واحد، يحبّ بعضنا بعضًا، ويحنّ بعضنا إلى بعْضٍ...!
أملتُ والله تعالى عليم بآمالي أن تتصل المحبة والألفة بيننا أمـدًا لا منتهى له...!
حلمتُ والأحلام كبيرة أن يبقى العهد بيننا قائمًا، ولا ينقضه أيّ أحدٌ منا مهما حصل...!
حلمتُ والأحلام في بعض الأحايين سرابٌ أن نرفع عن نفسينا مؤونة البعد والقهر والرحيل...!
ولكنّ الأماني الكثيرة والآمال العريضة والأحلام الكبيرة لم تكن لـتبقى ولم تكن لتدوم ولم تكن لتتحقق...!