آخر الأخبار

الاثنين، مايو 21، 2012

رسائلُ لا أظنها تصل (1)



كثيرًا ما كنْتُ أنفق الأيامَ تلوَ الأيّام في انتظارِ هديّتكَ التي وعدْتَني بها، ما كنْتُ أطمع في ذات الهدية، بل في أن أستمسك بشيء قادمٍ منك، من مكانكَ وزمانكَ وبيتكَ وشارعكَ المؤدي إلى السوق. كنت أترقب هذا اليوم الذي تعلن فيه عنها، وأمسكها بيديّ، وأقلبها بين أصابعي. إنها هديّة الحبيب الغالي!..

ولكنك ما أهديتني سوى غيابكَ... غيابِكَ الذي ضرب بأطنابه عليّ.. واستدار حول

عنقي.. وجعلني لا أقدر على التنفس..! كنت أنتظر هديّة الحياة فباغتْتَني بهديّةِ  الموت!..




أتعلمُ أن الطعام في فمي بلا طعم... هذا إن أردت بعد كثير رفض أن أتبلغ به...؟

لأنكَ بعيدٌ عني، فربما تكون جائعًا وأنا أشبع، وربما تكون عطشًا وأنا أرتوي...! ما هكذا تعاهدنا عليه.. ولكنك أبيتَ كلّ شيء.... فلله لك من ظالم...!

على أني لم أفكر في لحظة من اللحظات التي تواصلنا فيها هَنِئين مَسْرورَيْن في أن أبتعد عنك أو أن أتركك...!


الوَجْه الذي اعتدت عليه ما عاد موجودًا، والصوت الذي ألفت سماعه تلاشى... وبقي وجهي المخدّد وصوتي الذي بُحّ من شدّة ما ناداكَ... وأنتَ برغم "الهياط والنياط" ما عدْتَ تسمعني...! كثيرًا ما ذكّرْتكَ.... لا تبتعد... فبعدُكَ جفاءٌ... لا تغِب.. فغيابك لا أقدرُ عليه... ولكنك جعلتني وراءَ ظهرك ونأيْتَ.

لم أكن لأتصوّر فاجعة الوقت من بعدك. حينما يفرغ من اسمك، نبضك، حضورك الباذخ، أدقّ تفاصيلك، صوتك. فيأتي الحنين ناقوسًا لا يجعلني أنسى تلك اللحظات الجميلة.





قالوا: الأيام كفيلة بأن تُنْسِيَك كلّ شيء... ولم يعلموا أنّ كل يوم يُقْبل فإنه يكرّس حضورَك فيه.. يريد أن يُبْقيَك مدارًا من مدارات الأوقات التي تمشي ببطْء...!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق